فهذا التعريف يشمل الدين من حيث هو، ولو كان قائمًا على الشرك والوثنية، ذلك أن القرآن سمَّاه دينًا، كما في قوله تعالى: ﴿ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِىَ دِينِ ﴾ ، وقوله: ﴿ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ ٱلْإِسْلَـٰمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ ﴾ .
وقد عرف علماء الإسلام الدين بأنه: وضع إلهي سائق لذوي العقول السليمة باختيارهم إلى ما فيه الصلاح في الحال والفلاح في المآل(1).
الأديان السماوية ووحدتها:
ومن المعروف للدارسين أن الأديان نوعان:
1 ـ أديان سماوية أو كتابية، على معنى أن لها كتابًا نزل من السماء، يحمل هداية الله للبشر، مثل «اليهودية» التي أنزل الله فيها كتابه «التوراة» على رسوله «موسى» 0 ، ومثل «النصرانية» التي أنزل الله فيها كتابه «الإنجيل» على رسوله المسيح «عيسى» 0 ، ومثل «الإسلام» الذين أنزل الله فيه «القرآن» على خاتم رسله وأنبيائه «محمد» ﷺ .
وفرق ما بين الإسلام والأديان الكتابية الأخرى: أن الله تعالى حفظ أصول الإسلام ومصادره بوصفه الرسالة الأخيرة للبشر، فلم يصبها تحريف ولا تبديل، في حين لم يحفظ مصادر الأديان الأخرى وكتبها المقدَّسة، فحُرِّفت وبُدِّلت، أو ضاعت.
2 ـ وأديان وثنية أو وضعية، تنسب إلى الأرض لا السماء، وإلى البشر لا إلى الله مثل «البوذية» في الصين واليابان، و«الهندوسية» في الهند، و«المجوسية» في فارس قديمًا، وغيرها من الأديان في آسيا وإفريقيا. فهي إمَّا من وضع البشر أساسًا، مثل البوذية. وإما أن يكون لها كتاب في الأصل ثم ضاع ولم يبقَ له أثر، كما في المجوسية.