إن حاجة الإنسان إلى الدين عامة، وإلى الإسلام خاصة، ليست حاجة ثانوية ولا هامشية، إنها حاجة أساسية أصيلة، تتَّصل بجوهر الحياة، وسرِّ الوجود، وأعمق أعماق الإنسان.
وفي أقصى ما يمكن من الإيجاز ـ غير المخل ـ نبيِّن هنا وجه الحاجة إلى الدين في حياة الإنسان:
1 ـ حاجة العقل إلى معرفة الحقائق الكبرى في الوجود:
حاجة الإنسان إلى عقيدة دينية تنبثق ـ أول ما تنبثق ـ من حاجته إلى معرفة نفسه، ومعرفة الوجود الكبير من حوله، أي إلى معرفة الجواب عن الأسئلة التي شُغلت بها فلسفات البشر ولم تقُل فيها ما يشفي.
فالإنسان منذ نشأته تلحُّ عليه أسئلة يحتاج إلى الجواب عنها: من أين؟ وإلى أين؟ ولِمَ؟! ومهما تشغله مطالب العيش عن هذا التساؤل، فإنه لا بدَّ واقف يومًا ليسأل نفسه هذه الأسئلة الخالدة:
(أ) يقول الإنسان في نفسه: من أين جئتُ وجاء هذا الكون العريض من حولي؟ هل وُجِدتُ وحدي أم هناك خالق أوجدني؟ ومَن هو؟ وما صلتي به؟ وكذلك هذا العالَم الكبير بأرضه وسمائه، وحيوانه ونباته وجماده وأفلاكه، هل وُجِد وحده أم أوجده خالق مُدبِّر(1)؟
حاجة الإنسان إلى الدين