والخلاصة: أنَّه تعالى المتصرِّف في جميع المخلوقات بما يشاء، لا مُعقِّب لحكمه، ولا يُسأل عمَّا يفعل؛ لقهره، وحكمته، وعدله، يتصرف فيها حسبما تقتضيه مشيئته المبنية على الحِكَم البالغة.
خالق الموت والحياة:
﴿ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِٱللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَٰتًا فَأَحْيَـٰكُمْ ۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ . فسمَّى الحال الأولى، وهي العدم: «موتًا»، وسمَّى هذه النشأة: «حياة»، ولهذا قال الله تعالى تكملة للآية: ﴿ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ﴾ .
ذكر القرطبي في تفسيره قولَ العلماء: الموت ليس بعدم محض، ولا فناء صرف، وإنَّما هو انقطاع تعلق الروح بالبدن ومفارقته، وحيلولة بينهما، وتبدل حال، وانتقال من دار إلى دار، والحياة عكس ذلك(1).
وعمر بن عبد العزيز يقول: إنَّما خُلقتم للأبد، وإنَّما تنتقلون بالموت من دار إلى دار(2).