قال الراغب في «مفردات القرآن»: «الحمدُ أعمٌّ من الشكر، فكلُّ شُكْرٍ حَمْد، وليس كلُّ حَمْدٍ شُكْرًا»(1). فمن الحمد ما هو ثناء على الله، وليس شكرًا على نعمة. قال ابن كثير: «ولكنَّ الشكر أعمُّ من ناحية أخرى، وهو أنَّه يكون بالقول والعمل والنيَّة، أمَّا الحمدُ فيختصُّ باللسان»(2).
وقد افتتح الله في القرآن خمس سور من سوره المكيَّة بالحمد لله، هي: الفاتحة، والأنعام، والكهف، وسبأ، وفاطر.
ليس في القرآن كله: إنَّ الحمد لله:
وأود أن أنبه هنا على مسألة مهمة، وهي أنَّ القرآن في كل المواضع الَّتي ذكر فيها ﴿ وَقُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ ءَايَـٰتِهِۦ فَتَعْرِفُونَهَا ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَـٰفِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ ، ﴿ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﴾ [الاسراء:111]، وقــوله لنوح 0 : ﴿ فَإِذَا ٱسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى ٱلْفُلْكِ فَقُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِى نَجَّىٰنَا مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ ﴾ .