فقد أكرمني الله تعالى ـ وهو أكرم الأكرمين ـ بصحبة كتابه منذ طفولتي المبكرة. فقد أتممت حفظه وتجويده، وأنا دون العاشرة، ومنذ ذلك الوقت، وأنا قرينه وملازمه، في كل مراحل حياتي: طفولتي وشبابي، ويفاعتي وكهولتي وشيخوختي. وكان هو مصدري الأوَّل في توجهاتي وتوجيهاتي، ودروسي وخُطَبي، ومحاضراتي وكتبي ورسائلي، وبرامجي الإذاعية والتلفازية. منذ بدأت رحلتي في الدعوة إلى الله تعالى، وأنا طالب بالقسم الابتدائي بالأزهر الشريف: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَآ إِلَى ٱللَّهِ وَعَمِلَ صَـٰلِحًا وَقَالَ إِنَّنِى مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ ﴾ .
وقد حفظنا من أحاديث رسولنا الكريم، ما رواه عنه عثمان بن عفَّان: «خيرُكم من تعلَّم القرآنَ وعَلَّمه»(1).
وما روى أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ : «إنَّ لله أهلين من الناس!» قالوا: من هم، يا رسولَ الله؟ قال: «أهل القرآن هم أهل الله وخاصته»(2).
وليس أحب إلى مثلي من أن يكون من أهل القرآن، أهل الله وخاصته، وأن يكون القرآن شفيعًا له يوم القيامة. كما قال ! ، فيما رواه عنه أبو أُمامة الباهلي قال: «اقرؤوا القرآن، فإنَّه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه»(3).
وقد عُنيت بدراسة التفسير في المرحلة الثانوية، والمرحلة الجامعية بكلية أصول الدين، وكنت أحصل في الغالب على أعلى الدرجات.
وكنت أدخل المسابقات الَّتي تعقدها الكلية للطلاب في فترة الصيف، وفي الغالب كانت في جزء من القرآن، من تفسير المنار للعلامة رشيد رضا. وفي سنة كان في المنطق وموسوعاته. وقد كنت بحمد الله أوَّل الفائزين في هذه المسابقات.