وكما في قول الله تعالى لنوح: ﴿ فَإِذَا ٱسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى ٱلْفُلْكِ فَقُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِى نَجَّىٰنَا مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ ﴾ ، وغيرها، فهذه كلُّها حمدٌ على نعم، وهو شكر باللسان.
الحمد والشكر:
قال الراغب في «مفردات القرآن»: الحمد أعمُّ من الشُّكر، فكلُّ شكر حمد، وليس كلُّ حمد شكرًا(1).
فمن الحمد ما هو ثناء على الله، وليس شكرًا على نعمة.
قال ابن كثير: الشكر أعمُّ من ناحية أخرى، وهو أنَّه يكون بالقول والعمل والنيَّة، أمَّا الحمد فيختص باللسان(2).
و«الحمد» يتضمَّن المدح ويتضمَّن الشكر معًا، فنحمد الله على نعمائه، ندخل من هذا باب الحياة المُشرِق.. باب الشعور بنعمة الله تبارك وتعالى، وما أكثر نعمَ الله تعالى علينا! ﴿ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ ٱللَّهِ لَا تُحْصُوهَآ ﴾ .
القرآن يُعلِّمنا أن نحمد الله على نعمائه الكثيرة:
وبهذا يُعَلِّمنا القرآن، وتُعَلِّمنا فاتحة الكتاب أن ننظر للحياة من جانبها المشرق الوضَّاء، وأن ننظر إلى نعم الله الَّتي تغمرنا، وألَّا ننظر إلى الحياة بمنظار أسودَ قاتم، إذا فعلنا ذلك فإننا سنحمد الله دائمًا، ونلهج بالحمد لله.