وفي حديث المجوس: «سنُّوا بهم سُنَّة أهل الكتاب»(1) أي: خذوهم على طريقتهم وأجروهم في قبول الجزية منهم مجراهم»(2) انتهى.
فالسُّنَّة هي الطريقة المُتَّبعة أو المعتادة، سواء أكانت حسنة أم سيِّئة، وحسنها أو سوءها إنَّما يأتي على طريق الوصف أو الإضافة.
فمن الوصف: ما رواه مسلم في صحيحه من حديث جرير بن عبد الله: «مَنْ سَنَّ في الإسلام سُنَّة حسنةً، فعُمِلَ بها بعده كُتِبَ له مثلُ أجر مَن عمل بها، ولا ينقص من أجورهم شيء، ومَنْ سَنَّ في الإسلام سُنَّة سيئة، فعُمِلَ بها بعده، كُتِب عليه مثل وزر مَن عمل بها، ولا ينقص من أوزارهم شيء»(3).
ومن الإضافة: تأخذ كلمة «سُنَّة» المدح أو الذم، حسب المضاف إليه. ففي الحديث: «عليكم بسُنَّتي وسُنَّةِ الخلفاء الراشدين المهديِّين من بعدي»(4) تكون السُّنَّة حسنة ومحمودة.
وفي حديث: «ومبتغٍ في الإسلام سُنَّة الجاهلية»(5). تكون السُّنَّة هنا سيئة ومذمومة.