وهذه السُّنَّة ـ أو هذا المنهج ـ بهذا المفهوم، قد أصبحت ـ بجوار الـقـرآن الكريم ـ مصدرًا لمعرفة الإسلام معرفةً متقنة بالعمل والتطبيق، وقد أصبح هذا واضحًا ومعلومًا لكل مَن دخل في الإسلام في حياة النبي ﷺ نفسه.
وممَّا يدلُّ على أنَّ السُّنَّة قد عُرِفت في عهد النبي ﷺ باعتبارها قرينة للقرآن، وتالية له ما رواه مسلم، عن أنس بن مالك قال: جاء ناس إلى النبي ﷺ فقالوا: أن ابعث معنا رجالًا يُعلِّمونا القرآن والسُّنَّة، فبعث إليهم سبعين رجلًا من الأنصار، يقال لهم: القُرَّاء(1).
وقد استعمل النبيُّ ﷺ كلمة السُّنَّة قرينة للقرآن وتالية له، كما في حديث حذيفة عند البخاري ومسلم: «إنَّ الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال، ثمَّ علموا من القرآن، ثمَّ علموا من السُّنَّة»(2).
وفي حديث ابن عباس: إنَّ رسولَ الله ﷺ خطب الناس في حجَّة الوداع فقال: «إنَّ الشيطان قد يئس أن يُعبد بأرضكم، ولكن رضي أن يُطاع فيما سوى ذلك ممَّا تحقرون من أعمالكم، فاحذروا! إنِّي قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلُّوا أبدًا: كتاب الله وسُنَّة نبيِّه»(3).
وقال النبيُّ ﷺ عن رمضان: «شهرٌ كتب الله عليكم صيامه ـ أي في القرآن ـ وسنَنْتُ لكم قيامَه»(4).