فقد رغب إليَّ قسم التفسير والحديث بكلية الشريعة ـ جامعة قَطَر ـ بإعداد كتاب يصلح مدخلًا لدراسة السُّنَّة النبويَّة وفق البرامج المطوَّرة للكلية، فقمتُ بتوفيق الله تعالى بإعداد هذا الكتاب، وقد ضَمنته أهم مباحث هذه الدراسة من التعريف بالسُّنَّة، وثبوتها وبيان حجيَّتها، وجهود المسلمين في حفظها، وعُنيت فيه ببيان المبادئ الأساسية للتعامل مع السُّنَّة المطهَّرة، وبيان المعالم والضوابط اللازمة لفهم السُّنَّة فهمًا صحيحًا(1)، بعيدًا عن تضييق الجامدين، وتمييع المتهاونين، وتخيرت من الروايات أوثقها متقيدًا بمحكمات القرآن والسُّنَّة، ومقاصد الشريعة وقواعدها، ومحاولًا إنصاف السُّنَّة من خصومها اللُّدّ، ثمَّ من أنصارها الَّذين يسيئون إليها بضيق أُفقهم ـ مع حُسن نيتهم وإخلاصهم ـ وهم يحسبون أنَّهم يحسنون صنعًا.
هذا، واللهَ أسأل أن أكون بما كتبت من زمرة «الخلف العدول» الَّذين ينفون عن علم النبوَّة تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، وعسى أنْ أنال بذلك شفاعة سيِّد المرسلين وخاتم النَّبيين، والحمد لله رب العالمين.

الدوحة: جمادى الأولى 1411هـ
نوفمبر 1990م