الحمد لله ربِّ العالمين، رضي لنا الإسلام دينًا، ومحمدًا نبيًّا وهاديًا ورسولًا، أرسله بالحقِّ إلى النَّاس كافة بشيرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، على فترة من الرسل، وانتشار للضلالة، فصدع بأمر الله تعالى، وبلَّغ الرسالة، وأدَّى الأمانة، كما تلقَّاها، وبيَّن للنَّاس ما نزل إليهم، وأوضح شرائع الله، وأدَّى فرائضه حتَّى كمل للنَّاس دينهم، وتمَّت عليهم النعمة، ورضي لهم الإسلام دينًا دائمًا ثابتًا، لا ينطفئ نوره ولا تبيد معالمه، ولا تندثر شرائعه حتَّى يرث الله الأرض ومن عليها.
وليعمَّ نور هذه الرسالة وتظلَّ راياتها مرفوعة حتَّى قيام الساعة، أوضح الله سبحانه مصادر النور ومراجع الهداية في حياة رسول الله ﷺ وبعد وفاته لكيلا تضطرب الكلمة، وتختلف القلوب، فقال جلَّ شأنُه: ﴿ أَطِيعُوا ٱللَّهَ وَأَطِيعُوا ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِى ٱلْأَمْرِ مِنكُمْ ﴾ .
وأولو الأمر هم العلماء القادرون على الاستنباط ﴿ لَعَلِمَهُ ٱلَّذِينَ يَسْتَنۢبِطُونَهُۥ مِنْهُمْ ﴾ .
تصدير الطبعة الأولى