الحمد لله الَّذي بنعمته تتمُّ الصالحات، وبفضله تتنزَّل الخيرات والبركات، وبتوفيقه تتحقَّق المقاصد والغايات، والصلاة والسلام على رحمة الله المهداة للعالمين، ونعمته المسداة للمؤمنين، وحُجَّته البالغة على النَّاس أجمعين، سيِّدِنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا ومُعَلِّمنا محمَّد، وعلى آله وصحبه، ومن سار على دربه واهتدى بسُنَّته إلى يوم الدِّين.
(أمَّا بعد)
فإنَّ السُّنَّة النبويَّة هي الوحي الثاني، أو الوحي غير المتلو، الَّذي هو البيان النبويُّ للقرآن الكريم، وهي المصدر الثاني لتشريع الأحكام، وتوجيه السلوك، لدى المسلمين.
لهذا كان التعامل معها فريضة على المسلمين، فهمًا وفقهًا، وإيمانًا والتزامًا، وعملًا وسلوكًا، ودعوة وتعليمًا، وخصوصًا بعد أن ساء تعامل المسلمين في عصور التخلف مع سُنَّة نبيهم، كما ساء تعاملهم مع قرآن ربِّهم.
مقدمة الطبعة الرابعة عشرة