أمَّا نوع الأسلحة التي تستعمل في القتال، وطريقة صنعها، وكيفية التدريب عليها، وما شابه ذلك، فليس من شأن الدين، إنَّما هو من شأن وزارة الدفاع وقيادة القوات المسلَّحة.
قد يكون السلاح في عصرٍ ما هو السيف والرمح والقوس، وفي عصرٍ ثانٍ هو المنجنيق، وفي عصر ثالث هو البندقية والمدفع، وفي عصر آخر هو القنابل أو الصواريخ.
وقد يستخدم المحاربون ـ في وقت ما ـ الخيل، وفي وقت آخر الفيلة، وفي وقت ثالث الدبَّابات أو الطائرات أو مراكب الفضاء.
وتوجيه الدين في عصر الخيل بالنظر إلى القتال، هو نفس توجيهه في عصر سفن الفضاء.
الهدف هو الهدف: «أن تكون كلمة الله هي العليا»، والأدب هو الأدب: بـ «ولا تغدروا ولا تمثِّلوا»، ﴿ وَلَا تَعْتَدُوٓا ۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلْمُعْتَدِينَ ﴾ .
وإعداد القوة المستطاعة، وأخذ الحذر، وتدريب الأمة: هو هو، تتغير الآلات والوسائل والكيفيات، أمَّا المبادئ والغايات فهي ثابتة باقية.
2 ـ الزراعة:
وهاك مثلًا آخر: الزراعة:
فالإسلام يحثُّ عليها، ويعد الزرَّاع بأفضل المثوبة عند الله: «ما من مسلم يزرع زرعًا أو يغرس غرسًا، فيأكُل منه طيرٌ أو إنسان أو بهيمة، إلَّا كان له به صدقة»(1).