ولكن الدين لا يتدخل ليعلِّم الناس كيف يزرعون؟ وماذا يزرعون؟ ومتى يزرعون؟ وبأيِّ شيء يزرعون؟ وبماذا يسقون الزرع؟ أبالشادوف أم بالطنبور أم بالساقية؟ أم بالآلة الميكانيكية؟ بالري التقليدي أم بالرش أم التنقيط أم غيرها؟
الدين لا دخل له هنا، فليس هذا من اختصاصه، إنَّما هو من اختصاص وزارة الزراعة أو ما يشبهها من المؤسَّسات!
وتطوُّر أدوات الزراعة من المحراث الذي تجرُّه الأبقار، إلى المحراث الميكانيكي، وتغيُّر طريقة الري وأدواته من الشادوف والسواقي إلى الآلات الميكانيكية الحديثة، ومن طريقة الغمر إلى طريقة الرشِّ أو التنقيط، لا يغيِّر من موقف الدين وتوجيهاته الراسخة الأولى.
3 ـ التداوي:
ونضيف مثلًا ثالثًا، زيادة في التوضيح، وهو التداوي:
لقد فهم بعض الناس من قديم أنَّ المرض شيء قدَّره الله على الإنسان، وما قدَّره الله نافذ لا محالة، فما فائدة التداوي؟
والنبي ﷺ يلحظ ذلك، فيبيِّن للناس أنَّ المرض من الله، والدواء من الله: «يا عباد الله، تداووا، فإنَّ الله لم يضع داءً إلَّا وضع له دواء، غير داء واحد: الهرم»(1).