متجر أهل الإيمان:
ولهذا كان السلف يُسَمُّون هذا الشهر: «متجر أهل الإيمان»، موسم المتَّقين، موسم يترقَّبونه كما يترقَّب تُجَّار الدُّنْيا مواسم الربح، ومواسم العمل، ليزيدوا فيها النشاط، ويضاعفوا فيها الجهد، عسى أن يكسبوا بعض الدراهم أو الدنانير أو الريالات أو الدولارات أو الجنيهات... بعض ما يتطلَّع إليه النَّاس ويسيل إليه لعابهم في هذه الحياة، وهو ربح ـ مهما ظنَّ النَّاس به ـ لا يبقى، سيزول عن قريب، وإن بقي أعوامًا، فإنَّ الإنسان لا يبقى له، الإنسان نفسه فانٍ وذاهب، وكلُّ ما في هذه الحياة فانٍ وذاهب: ﴿ قُلْ مَتَـٰعُ ٱلدُّنْيَا قَلِيلٌ وَٱلْـَٔاخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ ٱتَّقَىٰ وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا ﴾ .
هذه هي فرصتكم أيُّها المسلمون، فيا بُغاة الخير، يا طلَّاب الثواب، يا عشَّاق الجنَّة، يا مَن يريدون سلعة الله الغالية... ها هي السُّوق قد فُتِحَتْ، ها هي الفرصة قد أُتيحت، ها هي الأبواب قد فُتحت أمامكم فلِجُوها وادخلوها، واعملوا مع الله، ولن يَتِرَكم أعمالكم.
نسأل اللهَ 8 أن يفتح قلوبنا لطاعته، وأن يُقوِّي عزائمنا على عمل الخير وخير العمل، وأن يجعل حظَّنا من هذا الشهر الكريم القَبولَ والمغفرة والرحمة والعتق من النَّار، إنَّه سميعٌ قريب.
٭ ٭ ٭