والاتِّجاه الآخر: أنْ تكون الموسوعة المنشودة للأحاديث الصحاح والحسان فقط؛ لأنَّها هي الَّتي تُلزم المسلمين بالاهتداء بها، والاستنباط منها، وما عداها لا يلزمنا في شيء.
كما أنَّ الهدف من الموسوعة: أن توضع الأحاديث المقبولة بين يدي الباحثين وطلبة العلم، ليرجعوا إليها، سواء كانوا فقهاء، أم دعاة، أم مربِّين، أم باحثين في مختلف الموضوعات النفسيَّة والاجتماعيَّة والاقتصاديَّة والسياسيَّة والعلميَّة وغيرها.
وهذا الاتِّجاه هو الَّذي أرجِّحه وأتبنَّاه شخصيًّا، وهو الَّذي تبنَّاه مركز بحوث السُّنَّة والسيرة في قطر، الَّذي كُلفت بتأسيسه، وشرفت بإدارته، منذ أنشئ مع مطالع القرن الخامس عشر الهجري، وأوائل الثمانينيات في القرن العشرين، وهو أوَّل المراكز الَّتي أُسست لخدمة السُّنَّة في عدد من الدول العربية.
وقد كنتُ كتبتُ رسالة مركَّزة ـ من نحو عشرين سَنَة ـ حول مشروع هذه الموسوعة، تضمنت منهجًا مقترحًا لإعدادها، وما يجب أن تتضمَّنه، والطريقة الَّتي ينبغي أن تتمَّ بها، والخطوات اللازمة لذلك، كما تضمَّنت استطلاعًا للرأي يطلب من القراء الإجابة عن أسئلته.
نشر مركز بحوث السُّنَّة هذه الرسالة ووزَّعها على نطاق واسع، كما نشرتها مجلة المركز الحوليَّة، ونشرتها بعض المجلات العلميَّة، مثل: مجلة «المسلم المعاصر»، وغيرها.
وقد اطلع بعض الإخوة المهتمِّين على هذه الرسالة، فرأى أنَّها تتضمَّن أفكارًا ومعلومات وتوجيهات يجب نشرها وتعميم النفع بها، لهذا رأيت أنْ أُعِدَّها للنشر، بعد إعادة النظر فيها تهذيبًا وتنقيحًا، وإضافة وحذفًا، كما هو شأن كلِّ عالم وباحث إذا نظر فيما كتبه من قبل.