ومع هذه المحاولات الغازية نستطيع أنْ نقول: إنَّ «الأُمَّة» باقية، لم تمُت، ولن تموت، وهي حقيقة لا وهم، هي حقيقة بمنطق الدِّين، حقيقة بمنطق التاريخ، حقيقة بمنطق الجغرافيا، حقيقة بمنطق الواقع، حقيقة بمنطق المصلحة، حقيقة بمنطق الآخرين.
هي حقيقة بمنطق الدِّين:
الأُمَّة الإسلاميَّة حقيقة بمنطق الدِّين؛ فالقرآن الكريم هو الَّذي اعتبر المسلمين «أُمَّة» بل «أُمَّة واحدة»، ولم يعتبرهم «أُمَمًا». وفي هذا يقول الله تعالى: ﴿ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَـٰكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ ﴾ ، وقال سبحانه: ﴿ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ ﴾ ، وقال 8 : ﴿ إِنَّ هَـٰذِهِۦٓ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَٰحِدَةً وَأَنَا۠ رَبُّكُمْ فَٱعْبُدُونِ ﴾ ، وقال تعالى: ﴿ وَإِنَّ هَـٰذِهِۦٓ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَٰحِدَةً وَأَنَا۠ رَبُّكُمْ فَٱتَّقُونِ ﴾ .
وفي السُّنَّة النبويَّة أحاديث جمَّة تتحدَّث عن الأُمَّة مضافة إلى النبيِّ ﷺ أو معرَّفة بالألف واللام، منها قوله: «مَثَلُ أُمَّتي كالمطر، لا يُدرى أوَّلُه خيرٌ أم آخره»(1)، «لا تزال طائفة من أُمَّتي قائمين على الحقِّ»(2)، «فُضِّلَتْ هذه الأُمَّة على سائر الأمم»(3)، «كلُّ أُمَّتي يدخلون الجنَّة إلَّا من أبى»(4)، «إنَّ الله لا يجمع أُمَّتي على ضلالة»(5).
الأُمَّة الإسلاميَّة حقيقة بكلِّ معيار