وفي السُّنَّة النبويَّة أحاديث جمَّة تتحدَّث عن الأُمَّة مضافة إلى النبيِّ ﷺ أو معرَّفة بالألف واللام، منها قوله: «مَثَلُ أُمَّتي كالمطر، لا يُدرى أوَّلُه خيرٌ أم آخره»(1)، «لا تزال طائفة من أُمَّتي قائمين على الحقِّ»(2)، «فُضِّلَتْ هذه الأُمَّة على سائر الأمم»(3)، «كلُّ أُمَّتي يدخلون الجنَّة إلَّا من أبى»(4)، «إنَّ الله لا يجمع أُمَّتي على ضلالة»(5).
ومن تتبَّع ما ورد في «المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي» وجد الكثير الكثير.
هي حقيقة بمنطق التاريخ:
والأُمَّة الإسلاميَّة حقيقة كذلك بمنطق التاريخ، فقد ولدت هذه الأُمَّة مع الإسلام، ونمت بنمُوِّه واتَّسعت بانتشاره، وحملت مواريث رسالات السماء، وقيم حضارات الأرض، وظلَّت هي الأُمَّة الأولى في العالم قرابة ألف عام، امتدت فيها إلى الصين شرقًا، والأندلس غربًا، يحكمها خليفة واحد في معظم الأحيان، أو أكثر من واحد في بعض الأحيان، أو ينشقُّ عنها بعض أصحاب النزعات الانفصاليَّة، اتِّباعًا لهوى، أو تحقيقًا لكسب خاصٍّ، أو استجابةً لكيد عدوٍّ ماكر.