ربَّنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، وصلاةً وسلامًا على من أرسلتَه رحمةً للعالَمين، وحُجَّةً على النَّاس أجمعين، بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، وعلى آله الطيبين، وأصحابه الغرِّ الميامين، وعلى من دعا بدعوته، واهتدى بسُنَّته، وجاهد جهاده إلى يوم الدين.
( أمَّا بعد )
فمنذ سنوات ثلاث و«مركز الدراسات الحضاريَّة» بالقاهرة يُصدر تقريرًا سياسيًّا موضوعيًّا «الأُمَّة في عام»، وهو تحت عنوان لا شكَّ خطوة إلى الأمام.
وكلمة «الأُمَّة» يمكن أنْ تُطلق على الأُمَّة بالمعنى المحلي: مصر مثلًا، ويمكن أنْ تُطلق على الأُمَّة بمعنى أكبر: المعنى القومي الَّذي يشمل العرب جميعًا؛ فهذا وذاك يدخل في مسمَّى «الأُمَّة» بمعنى الجماعة.
ولكن المعنى الَّذي ينقدح في ذهن المسلم ـ إذا ذُكرت كلمة الأُمَّة ـ هو الأُمَّة الإسلاميَّة، فهو الَّذي يخطر بالبال، ويحضر في العقل؛ لأنَّها الأُمَّة الَّتي ينتمي إليها بحكم إسلامه، وهي الأُمَّة المذكورة في قرآنه وسُنَّة نبيِّه، وتراث حضارته.
مـقـدمــة