وحين بعث إليَّ الأخ الأستاذ الحسيني أبو هاشم الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة والأخ الدكتور عبد الودود شلبي المشرف على العدد التذكاري لمجلَّة الأزهر بمناسبة عيده الألفي بطلب كتابة مقالة عن الأزهر في هذا العدد رجعتُ إلى أضابيري(1)، لأجد الرسالة القديمة مكتوبةً بخط الأخ الكريم الشاعر الأديب محمَّد حوطر(2)، الَّذي طالما سجَّل بقلمه أحاديثي وخُطبي بمدينة المحلَّة الكبرى.
ولقد وجدت أنَّ في الرسالة أفكارًا ومعانيَ يجب أن تنشر من جديد، وإن كانت تحمل حرارة الشباب وحماسه المتوقِّد، كما رأيت أنْ أُعمل فيها يد التهذيب والإضافة والحذف والتعديل، وإنْ بقيت في جوهرها كما كانت قديمًا.
وممَّا حذفتُ منها مُقَدِّمتها؛ لأنَّ شدَّتَها لم تَعُد مناسبة للأوضاع، كما حذفتُ بعض المباحث لعدم ملاءمتها لما جدَّ من أحوال، ولأنَّ بعضَ ما نادت به قد تحقَّق فيما بعد.
وقد أعجبني فيما قرأته منها الإهداء في الصفحة الأولى، وكانت صيغته هكذا:
إلى كلِّ مسلمٍ يَعنيه مستقبلُ الأزهر.
وإلى كلِّ أزهريٍّ يَعْنِيه مستقبلُ الإسلام.
وإلى كلِّ عاقلٍ يَعْنيه مستقبلُ الإنسانيَّة.