أحببتُ الأزهر منذ صباي، وشغفتُ به، وتمنَّيتُ أنْ أكون واحدًا من علمائه، فقد كان الأزهر في نظري معقل الدِّين والعلم، ومعهد الثقافة والأدب، ومركز الدعوة والتوجيه، وعلى أيدي علمائه في قريتنا يتعلَّم الجاهلون، ويهتدي الحائرون، ويتوب العاصون.
ولمَّا حفظتُ القرآن الكريم بعد التاسعة بقليلٍ ظللتُ أترقَّب اليوم الَّذي أدخل فيه معاهد الأزهر؛ لأتعلَّم فيه الدِّين واللغة والأدب، وأقدر على الخطابة والتدريس والوعظ، مثل مشايخ قريتي الَّذين سمعتهم في صغري، وتأثَّرت بهم: الشيخ أحمد محمَّد صقر، والشيخ أحمد عبد الله، والشيخ أحمد البتَّة، والشيخ عبد المطلب البتَّة، رحمهم الله جميعًا.
وحين قدَّر الله لي دخول الأزهر، مبتدئًا بمعهد طنطا الابتدائي، ومثنِّيًا بمعهدها الثانوي، ومثلِّثًا بكلية أصول الدين، ثمَّ بإجازة التدريس، كنت مهتمًّا بكل ما يُصلح الأزهر، ويرفع شأن أبنائه، وينهض بهم في أداء رسالتهم الَّتي هي رسالة الإسلام، ويزيل المعوقات من طريقهم، حتَّى يقوموا بمهمَّتهم خيرَ قيام.
مـقـدمــة