عُنِي القرآن والسُّنَّة بالوقت من نواحٍ شتَّى، وبصورٍ عديدة:
وفي مقدِّمة هذه العناية: بيان أهميته، وعِظَم نعمة الله فيه، يقول القرآن في معرض الامتنان، وبيان عظيم فضل الله تعالى على الإنسان: ﴿ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ دَآئِبَيْنِ ۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ 33 وَءَاتَىٰكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ۚ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ ٱللَّهِ لَا تُحْصُوهَآ ۗ إِنَّ ٱلْإِنسَـٰنَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ 34 ﴾ .
ويقول تعالى: ﴿ وَهُوَ ٱلَّذِى جَعَلَ ٱلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا ﴾ . أي: جعل الليل يخلُف النهار، والنهار يخلُف الليل، فمن فاته عملٌ في أحدهما حاول أن يتداركه في الآخر.
ولبيان أهمِّيَّة الوقت أقسم الله تعالى في مطالع سُوَرٍ عديدةٍ من القرآن المَكِّي بأجزاءٍ معيَّنة منه، مثل: الليل والنهار، والفجر، والضُّحى والعصر، كما في قوله تعالى: ﴿ وَٱلَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ 1 وَٱلنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ 2 ﴾ ، ﴿ وَٱلْفَجْرِ 1 وَلَيَالٍ عَشْرٍ 2 ﴾ ، ﴿ وَٱلضُّحَىٰ 1 وَٱلَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ 2 ﴾ ، ﴿ وَٱلْعَصْرِ 1 إِنَّ ٱلْإِنسَـٰنَ لَفِى خُسْرٍ 2 ﴾ .
ومن المعروف لدى المُفَسِّرين وفي حسِّ المسلمين: أنَّ الله إذا أقسم بشيءٍ من خلقه، فذلك ليلفت أنظارهم إليه، ويُنبِّههم على جليلِ منفعته وآثاره.
عناية القرآن والسُّنَّة بالوقت