فهل يمكن أن تكون هكذا حياة المسلم؟! وهل يمكن أنْ يكون المسلمون على هذا المستوى الرديء، ودينهم هو هذا الدِّين الَّذي يقول كتابه الكريم على لسان المجرمين يوم القيامة: ﴿ وَوُضِعَ ٱلْكِتَـٰبُ فَتَرَى ٱلْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَـٰوَيْلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا ٱلْكِتَـٰبِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّآ أَحْصَىٰهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴾ ؟!
كلَّا، فهذا المستوى لم يعد يُقبل السكوت عليه في عصر تتبارز فيه القُوى الكبرى على استغلال كلِّ دقيقة في البحار والفضاء!
وكتابنا هذا يعالج قضية «الوقت» من شتَّى جوانبها. وهو وإنْ كان دراسة علميَّة توخَّيْنا فيها كلَّ شروط البحث العلمي، إلَّا أنَّنا نعترف بأنَّ لها هدفًا محدَّدًا هدفنا إليه، وهو أن يستيقظ المسلمون من غفلتهم، وأن يُعيدوا تقويم نظرتهم للوقت وقيمته، أعني: للحياة وقيمتها.
ولهذا فنحن سعداء إذ نُقَدِّم هذه الطبعة، آملين منها تحقيق ما هدفنا إليه. والله من وراء القصد، وهو حسْبُنا ونِعْمَ الوكيل.
٭ ٭ ٭