وبدون هذه العودة أجد المصير مخيفًا، والمستقبل يَحُفُّه الرهبةُ والظلام. ومطامع إسرائيل لم تنتهِ بعد، ولم يَكْفِها كلُّ ما اغتصبته لتُشْبِع نُهْمتها، فلا زال في أحلامها أراضٍ في العراق ومصر وفي الحجاز: في المدينة عند قبر الرسول ومسجده ﷺ ، حيث كان يُقِيم يهود بني قينقاع وقُرَيْظة والنَّضِير، وغيرهم من يهود خيبر والحجاز.
فلْنَصْدُقنَّ الله لِيَصْدقنا الله، ولنغضب لله ليغضب لنا، ولننصره حتَّى ينصرنا، فقد قال تعالى: ﴿ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا إِن تَنصُرُوا ٱللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ 7 وَٱلَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَـٰلَهُمْ 8 ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَـٰلَهُمْ 9 ﴾ .
فكيف ننتظر نصر الله وأزمَّتنا في أيدي الَّذين يكرهون ما أنزل الله؟
هذا هو رأيي الشخصي في المخرج من هذه النكبة الكبرى، وما توفيقي إلَّا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.

شعبان 1388هـ ـ نوفمبر 1968م