الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن والاه.
( أمَّا بعد )
فإنَّ الهزيمة الَّتي حاقت بالعرب في عام 1967م، وفقدوا فيها ما بين القَنْطَرة والقُنَيْطرة، وأصبح المسجد الأقصى في قبضة إسرائيل. كانت إحدى الكوارث الكبرى في تاريخ هذه الأُمَّة.. ولا يشبهها إلَّا نكبة التتار حين دخلوا بغداد، ودمَّروا الحضارة الإسلاميَّة، وأسقطوا الخلافة العباسيَّة، وخرَّبوا من الدور، وأتلفوا من الكتب، وذبحوا من البشر، ما لم يكد يحدث مثله في التاريخ.
ومن حقِّ هذه القارعة الهائلة في تاريخ العرب والمسلمين أنْ تتناولها الأقلام بالتحليل والدراسة لتأخذ منها العِبْرة، وتقتبس منها الفطنة.
ولقد كنت راغبًا عن الكتابة في هذا المجال، ليقوم به من هم أقدرُ مِنِّي عليه، وأخصُّ به من رجالِ الفكر الإسلامي.
ولكنِّي وجدت شتَّى الأقلام تتناول هذه القضيَّة من زواياها المختلفة، وجلُّها غريبٌ عن هذه الأُمَّة وتراثها وعقائدها وقِيَمها الأصيلة.
مـقـدمــة