مهمَّة الفكر أن يردَّ الأشياء إلى أصولها، ويربط الحوادث بأسبابها البعيدة العميقة، ولا يكتفي بما يطفو على السطح، ولا يُخْدَع بما يبدو للناظر المتعجِّل كأنَّه ماءٌ وهو في حقيقته سرابٌ.
مهمَّة الفكر أن يُعَرِّفَنا: من نحن؟ وما رسالتنا؟ وما دورنا؟ ومن عَدُوُّنا وما حقيقته؟ وماذا نملك وماذا يملك؟ حتَّى نكون على بَيِّنة من أمرنا.
مهمَّة الفكر أن ينظر إلى الغد البعيد، ولا يَخْطِف بصره الحاضر القريب، إنَّما يستفيد من درس الأمس، وآلام اليوم، لآمال الغد.
مهمَّة الفكر أن يُوَضِّح لنا الهدف ويرسم لنا الطريق، ويضع أيدينا على العقبات والمُعَوِّقات، هذه هي مهمَّة الفكر وهذا دوره. وهذا ما يجب أن يقوم به وخاصَّة في ديار الإسلام، فهل أدَّى الفكر دوره في ذلك؟
كان المفروض أو المظنون بعد نكبة 1967م أن يصحو الفِكْرُ السَّكْران، ويستقيمَ الفكر الأعوج، ويظهر الفكر الأصيل، ويختبئ الفكر الدَّخيل السطحي والفكر الجبان، ولكن خاب الظنُّ، وطاش السهم، وأصبحنا نقرأ ونسمع ألوانًا من الفكر في تفسير الأحداث وتعليل الوقائع، لا تستحقُّ إلَّا الرثاء.
إنَّ مأساة فِلَسْطين هي نذيرٌ إلٰهيٌّ للمسلمين ليعودوا إلى دِينِهم بعد طول غياب، فيستيقظوا من سُبَات، ويَحْيُوا من موات.
والَّذي نؤكِّده من هذه الصحائف هو ضرورة العودة إلى الإسلام، الإسلامِ الصحيح، الإسلام الشامل الَّذي يُعيدنا كما كُنَّا؛ خيرَ أُمَّة أخرجت للنَّاس.