كلُّ هذه النتائج تُحتِّم علينا أن نسير إلى الإسلام لنحلَّ به عقد حياتنا، ونعالج به مشكلاتنا، ونحقِّق في ظلِّه أهدافنا الكبرى، وكفى ما ضاع من عمر أُمَّتنا في التجارب والتخبُّطات.
فإذا كُنَّا «عربًا» فهذا الحلُّ هو أليقُ الحلول بكرامتنا القوميَّة؛ لأنَّه الحلُّ النابع من عقائدنا وتراثنا وأرضنا.
وإذا كُنَّا «مسلمين» فهذا الحلُّ هو مقتضى إسلامنا، وموجب إيماننا، ولا يتحقَّق لنا إسلامٌ ولا إيمان بغير العودة إليه، والإصرار عليه، فوراءه فلاحُ الآخرة والأُولى.
وإذا كُنَّا بشرًا عقلاء، نأخذ وندع وَفْقًا لتفكير عقولنا، واهتداءً بمصلحتنا، فهذا الحلُّ هو الَّذي ينادي به العقل المستقل، والفكر الراشد. وهو ـ من ناحية منطقيَّة بحتة ـ الحلُّ الَّذي لم يُجرَّب بعدُ في ديارنا في هذا العصر، فلا بدَّ أن تُتاح له الفرصة كغيره، ليحكم ويسود، ويوجِّه ويقود، هذا إلى أنَّ أُمَّتنا قد جرَّبته من قبل فأتى بأفضل النتائج وأطيب الثمرات.
وإذا كُنَّا نؤمن بالديمقراطيَّة السياسيَّة والنزول على حكم الأغلبيَّة، فإنَّ جماهير شعوبنا لم تكفر يومًا بعدالة أحكام ربِّها، ولم تتخلَّ يومًا عن قرآنها ومحمَّدها. لم تشكَّ يومًا في عظمة إسلامها، وكلُّ يوم يمرُّ يزيديها إيمانًا بخلود هذا النظام الإلٰهيِّ العادل، وإحساسًا بضرورة العودة إليه(1).