الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الَّذين اصطفى.(1)
( أمَّا بعد )
فقد شاء القَدَر أن يتأخَّر هذا الجزء عن موعده سنين طوالًا، فقد بدأتُ أكتب في سلسلة «حتميَّة الحلِّ الإسلامي» منذ قدمتُ إلى قطر أوائل ثمانينيات القرن الرابع عشر الهجري وأوائل ستينيَّات القرن العشرين الميلادي.
وكان دافعي الأوَّل في الكتابة في هذا الموضوع، هو الردُّ العلمي على التنادي بما سمَّوه «حتميَّة الحلِّ الاشتراكي» الَّذي أعلنه «الميثاق الوطني» المصري، الَّذي سمَّاه من سمَّاه «قرآن الثورة»!
ولم يكن إيماني بالحلِّ الإسلامي لمجرَّد أنِّي مسلم فقط، والمسلم لا يصحُّ إسلامه، ولا يتمُّ إيمانه، إلَّا بالرجوع إلى منهج الإسلام في مختلف جوانب الحياة، والرضا بحكم الله ورسوله فيها: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ﴾ .
مـقـدمــة(1)