وقد أبقيت على بعض المادَّة الموجودة عمدًا؛ لأنَّها تمثِّل مرحلة لا ينبغي أن ننساها، كما في الحديث عن «الشيوعيَّة» أو «الماركسيَّة» فقد كتبت ما كتبت عنها يوم كانت الشيوعيَّة تحكم الاتحاد السوفيتي، وعددًا من أقطار أوروبا الشرقيَّة، وبعض البلدان الإسلاميَّة، مثل اليمن الجنوبي، وألبانيا، وكان لها أنصارها من «دعاة الماركسيَّة» أو اليسار في كل مكان في العالم، ومنه بلادنا العربيَّة والإسلاميَّة.
ولقد تغيَّر الوضع الآن، وانهار الاتحاد السوفيتي، وسقط حكم الشيوعيَّة في روسيا نفسها، البلد الأمِّ للشيوعيَّة، وفي أوروبا الشرقيَّة، ومنها بلاد إسلاميَّة، مثل «البوسنة والهرسك»، وكذلك «كوسوفا»، وسقطت الشيوعيَّة أيضًا في اليمن الجنوبي وألبانيا، وانتهت إلى غير أمل في العودة.
ولكن بقيت الشيوعيَّة في بلد كبير كالصين، وبقي حكم الشيوعيِّين في الجمهوريات الإسلاميَّة الَّتي كانت جزءًا من الاتحاد السوفيتي، فقد اتَّفق الغرب والشرق على إبقاء الحكم الشيوعي فيها، خشية أن تكون الصحوة الإسلاميَّة هي الوارثة، وبقي كثير من الماركسيِّين القدماء يدافعون بجَلَد عن الماركسيَّة الساقطة في بلادها، ويزعمون ببجاحة أنَّ هذا السقوط إنَّما كان للتطبيق، وليس للنظريَّة.
على أنَّ الشيوعيِّين ما زالوا يكوِّنون حزبًا قويًّا داخل روسيا، ولا يبعد أن تأتي الفرصة يومًا لهذا الحزب ليثب على الحكم، ويمتلك أزمة السُّلطة بيديه، وقد عاد بعض الأحزاب الشيوعيَّة في أوروبا للحكم مرَّة أخرى بعد سقوطه.
من أجل هذا، أبقيت على فصل «الشيوعيَّة» بوصفها عدوًّا دائمًا لرسالة الإسلام، وللحلِّ الإسلامي.