ومن هذه العوامل أو العناصر: أنَّ الله سبحانه قضى كما أخبرنا رسوله أنَّ هذه الأُمَّةَ باقيةٌ إلى يوم الدين، وأنَّ أعداءها لا يُسلَّطون عليها بحيث يستأصلون شأفتَها.
ومن ذلك: أنَّها لا تجتمع على ضلالة أبدًا، فلا يزال فيها من ينصر الحق، ومن يدعو إلى الخير، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، كما قال تعالى: ﴿ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـٰٓؤُلَآءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَـٰفِرِينَ ﴾ .
وقال 8 : ﴿ وَمِمَّنْ خَلَقْنَآ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِٱلْحَقِّ وَبِهِۦ يَعْدِلُونَ ﴾ .
وجاء عنه ﷺ جملة أحاديث مستفيضة عن عدد من الصحابة، تبشِّر بأنَّه لا يزال في هذه الأمَّة طائفة قائمة على الحقِّ، لا يضرهم من خالفهم، حتَّى يأتي أمر الله وهم على ذلك(1).
كما ثبت في الحديث: «أنَّ الله يبعث لهذه الأمَّة على رأس كل مائة سنة مَنْ يُجَدِّد لها دينَها»(2). وقد أثبتُّ في دراسة لنا: أنَّ هذا المجدِّد قد يكون فردًا، وقد يكون جماعة، أو مدرسة، أو حركة، أو مجموعة حركات تقوم برسالة التجديد.