وقد ساعد على هذا النجاح جملة عوامل:
1 ـ إيمان لا يتزعزع بأنَّ التربية هي الوسيلة الفذَّة لتغيير المجتمع، وبناء الرجال، وتحقيق الآمال، وكان إمام الجماعة الشهيد حسن البنَّا يعلم أنَّ طريق التربية بعيدة الشُّقَّة، طويلة المراحل، كثيرة المشاقِّ، ولا يصبر على طولها ومتاعبها إلَّا القليل من النَّاس من أولي العزم، ولكنَّه كان يعلم كذلك علم اليقين أنَّها وحدها الطريق الموصلة، لا طريق غيرها، فلا بديل لها، ولا غنى عنها. وهي الطريق الَّتي سلكها النبيُّ ﷺ ، فكوَّن بها الجيل الربَّاني النموذجي، الَّذي لم ترَ عين الدنيا مثله، والَّذي تولَّى بعد ذلك تربية الشعوب وقيادتها إلى الحقِّ والخير.
2 ـ منهاج للتربية محدَّد الأهداف، واضح الخطوات، معلوم المصادر، متكامل الجوانب، متنوِّع الأساليب، قائم على فلسفة بيِّنة المفاهيم، مستمدَّة من الإسلام دون سواه.
3 ـ جوٌّ جماعيٌّ إيجابي هيَّأته الجماعة، من شأنه أنْ يعين كلَّ أخ مسلم على أنْ يحيا حياة إسلاميَّة عن طريق الإيحاء والقدوة، والمشاركة الوجدانيَّة والعمليَّة، والمرء قليلٌ بنفسه، كثير بإخوانه، ضعيف بمفرده، قويٌّ بجماعته، فالجماعة قوَّة على الخير والطاعة، وعصمة من الشرِّ والمعصية، وفي الحديث: «يد الله مع الجماعة»(1)، و«إنَّما يأكل الذئبُ من الغنمِ القاصيةَ»(2).