ومعنى «التكامل»: أنَّها تربية شاملة لا تقتصر على جانب دون جانب، فهي تتناول الروح والجسم، والعقل والعاطفة، والضمير والوجدان، وتعمل على تكوين الشخصيَّة المسلمة تكوينًا متكاملًا: روحيًّا بالعبادة، وبدنيًّا بالرياضة، وعقليًّا بالثقافة، وخُلُقيًّا بالفضيلة، واجتماعيًّا بالمشاركة في خدمة المجتمع، وسياسيًّا بالتوعية بقضايا الوطن والأُمَّة، وهكذا لا تقتصر التربية على جانب دون آخر.
ومعنى «التوازن»: أنَّها تعطي كلَّ جانب من الجوانب حقَّه بلا طغيان ولا إخسار؛ بحيث لا يطغى على غيره من الجوانب، ولا يحرمه حقَّه لحساب غيره، بل يقول لكلِّ من تجاوز حدَّه: قف عند حدِّك، والزمْ صراطَكَ المستقيم(1).
ولا غرو أنْ كان من أهمِّ أنواع التربية الَّتي عُني بها الأستاذ البنَّا: التربية السياسيَّة، الَّتي كانت مغيَّبة عند كثير من المتديِّنين، والجمعيَّات الدينيَّة العاملة في مصر في ذلك الوقت.
الجانب السياسي:
أجل، كان من الجوانب المهمَّة الَّتي عُنِيَ بها الإمام الشهيد حسن البنَّا: الجانب السياسي، ونعني بهذا الجانب ما يتَّصل بشؤون الحكم، ونظام الدولة، والعلاقة بين الحكومة والشعب، والعلاقة بين الدولة وغيرها من الدول.. إسلاميَّة وغير إسلاميَّة، والعلاقة بالمستعمر الغاصب، والموقف من الأحزاب والحزبيَّة، ومن الدستور والقانون والشورى والديمقراطيَّة، وغير ذلك من القضايا المتعدِّدة المتنوِّعة.