1 ـ التعرُّف على أقوال الإمام الشهيد من مجموع رسائله، وهي منشورة مجتمعة، والحمد لله، وإن كان فيها كثير من الأخطاء المطبعيَّة من قديم، وهي سجلٌّ حافلٌ لآراء الإمام؛ لأنَّها نُشِرت مرارًا وتكرارًا في حياته، وأراد بها تبليغ دعوته، وتوصيل فكرته للنَّاس عمومًا، وللإخوان خصوصًا، كما أنَّها انتشرت بين الإخوان، وكاد يحفظها الكثير منهم، ولا غرو أنْ يكون لها أثرها في توجيه فِكْرِهم وسُلُوكِهم.
كما استفدنا ممَّا كتبه الإمام الشهيد خارج هذه الرسائل، ممَّا نُشِرَ في المجلَّات والصحف الإخوانيَّة وغير الإخوانيَّة، وقد حاول بعض الإخوان المهتمِّين أنْ يجمعه من مظانِّه وينشره، كما فعل الأستاذ جمعة أمين بالإسكندريَّة. وإن كان الأساس هو الرسائل.
2 ـ المقارنة بين أقوال الإمام بعضها ببعض، ما بين رسالة وأخرى، لمعرفة ما إذا كان بين بعضها وبعض: شيء من التعارض، أو التباين، في النظر والاجتهاد، نتيجة تغيُّر الظروف أو تغيُّر الفكر، وتجدُّد المعلومات أو غير ذلك. وكذلك المقارنة بين آراء الأستاذ وآراء غيره من المجدِّدين والمصلحين إذا اقتضى الأمر.
3 ـ النقد العلمي الموضوعي الهادئ، لما أراه يحتاج إلى نقد من آراء الأستاذ، فليس في العلم كبير، وقد علَّمنا الإمام البنَّا نفسه في أصوله العشرين: أنَّ كلَّ أحدٍ يؤخذ من كلامه ويردُّ عليه، إلَّا المعصوم ﷺ (1).
ورغم حُبِّي الكبير وتقديري العظيم للأستاذ، لا أرى عيبًا أن يُنْقَد، فهو ابن زمنه وبيئته، يتأثَّر ويُؤثِّر، وحسبه أنَّه تحرَّى واجتهد، فإنْ أصاب فله أجران، وإنْ أخطأ فله أجر، والأعمال بالنيَّات، وإنَّما لكلِّ امرئٍ ما نوى(2).