وقال له أخرى: «أنت اليوم إمامُ الأئمَّة».
وقال الصابوني وقد سمع كلام إمام الحَرَمَيْن في بعض المحافل: «صرف الله المكاره عن هذا الإمام، فهو اليوم قُرَّة عَيْن الإسلام، والذابُّ عنه بحُسْن الكلام».
وقال الجُرْجَاني: «هو إمامُ عَصْرِه، ونسيجُ وحدِه، ونادرةُ دهرِه، وعديم المثل في حفظه وبيانه ولسانه».
وقال أبو سعيد الطبري وقد قيل له: إنَّه لقب «إمام الحَرَمَيْن»: «بل هو إمام خراسان والعراق؛ لفضله وتقدُّمه في أنواع العلوم».
قال: «ونقلتُ من خط ابن الصلاح: أنشد بعض مَن رأى إمام الحَرَمَيْن:
لَمْ تَرَ عَيْنِي أَحَدًا
تَحْتَ أَدِيمِ الفَلَكْ
مِثْلَ إِمَامِ الْحَرَمَـ
ـيْنِ النَّدْبَ(1) عَبْدِ المَلِكْ»
قال: وروى ابن السمعاني أنَّ إمام الحَرَمَيْن ناظر فيلسوفًا في مسألة «خلق القرآن»، فقذف بالحقِّ على باطله، ودمغه دمغًا، ودحض شُبَهَه دحضًا، ووضح كلامه في المسألة، حتَّى اعترف الموافق والمخالف له بالغلبة.
وقال الأستاذ أبو القاسم القُشَيْري: «لو ادَّعى إمام الحَرَمَيْن اليوم النبوَّة، لاستُغْنِي بكلامه هذا عن إظهار المعجزة»!