الحمد لله وكفى، وسلام على رسله الَّذين اصطفى، وعلى خاتمهم المُجْتَبى، محمَّد وآله وصحبه أئمَّة الهدى، ومَن بهم اقتدى فاهتدى.
( أمَّا بعد )
فإنَّ أُمَّتنا أُمَّة غنيَّة بأعلامها المُتَمَيِّزين، وشخصيَّاتها الفذَّة، الَّتي كان لها أثرها في شتَّى جوانب الحياة، علميَّة وعمليَّة، ورُوحيَّة ومادِّيَّة، ولا ريب أنَّ التاريخ لهذه الشَّخصيَّات المؤثِّرة في مجال الدِّين والدُّنْيا هو جزء مهمٌّ من التاريخ العامِّ لهذه الأُمَّة، فليس التاريخ هو تاريخ الدول والممالك فحَسْب، ولا تاريخ الملوك والأمراء رجال الملك والسياسة فقط، كما يتصوَّر الكثيرون أو يُصَوِّرون، بل تاريخ الأفراد والأفذاذ أيضًا، الَّذين ماتوا ولم تمُت آثارهم، وقد قال عليُّ بن أبي طالب كرم الله وجهه: «مات خُزَّان المال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدَّهْرُ، أعيانُهم مفقودة، وأمثالُهم في القلوب موجودة»(1).
مـقـدمــة