مُقَوِّمات الفكر الإصلاحي
عند الإمام محمَّد البَشِير الإبراهيمي
الإمام محمَّد البشير الإبراهيمي: أحد أئمَّة الإصلاح والتجديد في العصر الحديث، ومن عايشه واستمع إليه خطيبًا ومحاضرًا ومدرِّسًا ومحدِّثًا، أو قرأ مقالاته وبحوثه كاتبًا مبدعًا، وباحثًا متعمِّقًا، سواء قرأ ذلك في حياته أم بعد مماته؛ أدرك تمام الإدراك أنَّنا أمام رجلٍ مصلح، يعرف ماذا يريد من إصلاح لوطنه وشعبه وأُمَّته؟ وكيف الطريق إلى تحقيق ما يريد؟ ويملك من الأدوات والمؤهلات «العقليَّة والعلميَّة والنفسيَّة والخلقيَّة والبيانيَّة» ما يُمكِّنه من تحقيق هدفه الَّذي يصبو إليه.
ولا يستطيع دارس أنْ يعرف حقيقة الدور الَّذي قام به الإبراهيمي العالم المربِّي المصلح الثائر المجاهد، إلَّا إذا عرف دور «جمعيَّة العلماء المسلمين الجزائريِّين» وما قامت به في الجزائر: من إحياء لِما مات، ومن تجديدٍ لما رثَّ، ومن تجميع لما افترق، ومن بناء لما تهدَّم، ومن تطهير لما تلوَّث. وقد كان البشير الإبراهيمي شريكًا مع مؤسِّس الجمعيَّة، وباني النهضة الجزائريَّة الشيخ الإمام عبد الحميد بن باديس، فقد كان نائبه في حياته، وخليفته بعد وفاته.