هذا الكتاب «الشيخ الغزالي كما عرفته»، صدر في حياة الشيخ الغزالي 5 ؛ إذ لم أجد معنًى لما يجري عليه النَّاس في بلادنا، ولا سيَّما بين دعاة الإسلام، حيث يُهضَم عظماء الرجال، فلا ينوَّه بمكانتهم، ولا يكتب النَّاس عن مآثرهم، إلَّا بعد رحيلهم عن هذه الدنيا. هذا مع أنَّ رسولنا الكريم برئ ممَّن لم يُوقِّروا كبراءهم، ولم يعرفوا حقَّ علمائهم وشرف شرفائهم(1).
وقد صدرت الطبعة الأولى، والشيخ الإمام على قَيْد الحياة، ورآها بعينَيْه، وسُرَّ بها كثيرًا، وقرأ منها نحو مائة صفحة، كما أخبرني قارئه وسكرتيره الخاصُّ. وحين سافر الشيخ سَفْرته الأخيرة للمشاركة في مؤتمر الجنادريَّة بالرياض، ووافاه الأجل هناك، كان الكتاب من متعلَّقاته الخاصَّة الَّتي وُجدت معه، اصطحبه الشيخ 5 ، ليُكمل مطالعته كلَّما أتيحت له فرصة.