عودة الحجاب:
ولذلك بدأت ظاهرة الحجاب تعود إلى المدارس، وإلى الجامعات، فالفتاة المسلمة تندفع من تلقاء نفسها إلى الحجاب في كلِّ مكان، دون أن يدفعها دافع، أو يقهرها قاهر، بل دون أن يأمرها أب أو أستاذ بأن تلبس الحجاب، بل هي تندفع إلى الحجاب من تلقاء نفسها، بل أحيانًا تقاوم أهلها في ذلك. فمما يدعو للأسف الشديد أن بعض الأسر تمشي وراء التقاليد الدخيلة، حتى رأينا بعض الآباء والأمهات يقاومون الفتاة التي تريد أن تعود إلى دينها، وإلى إرضاء ربها، وهي مصرَّة على المضي في طريقها !
رأيتُ المئات والآلاف من الفتيات والطالبات في الجامعات المصرية والعربية والإسلامية يعدن إلى هذا الاحتشام الإسلامي مختارات طائعات، ففي جامعة قطر مثلًا، ما كاد يوجد فيها فتاة محجَّبة حين أُنشئت منذ سبع سنوات، أما الآن فأرى العشرات، وأرى كلَّ يوم فتاة جديدة تلتزم الحجاب، مختارة طائعة. وها أنتن الآن بنات هذه المدرسة أرى العشرات منكنَّ يلتزمن الحجاب، لم تلزمهن المديرة، ولا رئيسة التفتيش، ولا مدير الوزارة، ولا وكيلها، ولا الوزير، إنما ألزمن أنفسهنَّ بإلزام الله، وبإلزام الشرع.
ولذلك أقول: هذه الهزيمة النفسية التي شعرنا بها ـ أو شعرت بها المرأة المسلمة ـ في وقت من الأوقات، بدأنا نتحرَّر منها، بدأنا نعود إلى أنفسنا؛ ولذلك نحن في حاجة إلى أن نلتقي مع فتياتنا أمهات المستقبل، ومربِّيات الغد، فنحن بحاجة إلى أن نلتقي لقاءات كثيرة، نتحاور ونتحادث ونتناقش، والحقيقة بنت البحث والحوار، فلا بدَّ أن نعرف ما لنا وما علينا، وما هي الحدود التي يجب أن نعيش في نطاقها، إذا أردنا أن نكون مسلمين، وخاصة بالنسبة للفتاة وللمرأة.