وفي الواقع هناك ميادين ثلاثة هُزِمَ فيها المسلمون في وقت من الأوقات أمام الحضارة الغربية، أحد هذه الميادين هو ميدان المرأة(1). فما كان أحد يظنُّ أن تنسلخ المرأة المسلمة من شخصيَّتها في قلب ديار الإسلام، وفي قلب ديار العرب الذين هم عُصبة الإسلام، وفي أرضهم بيت الله الحرام، وفي أرضهم قبر رسول الله ﷺ ، وفي أرضهم المساجد الثلاثة التي لا تُشَدُّ الرحال إلا إليها(2)، وِبلُغتهم نزل القرآن الكريم، ومنهم بُعث رسول الإسلام، محمد ! .
انسلاخ المرأة المسلمة عن دينها:
ما كان أحدٌ يخطر بباله أن تنسلخ المرأة المسلمة في بلاد المسلمين، وبلاد العرب بالذات من شخصيَّتها وتلهث وراء المرأة الغربية. ما كان أحدٌ يظن أن تصل المرأة المسلمة إلى هذا الحدِّ ! فحينما قام قاسم أمين وغيره ينادون بتحرير المرأة، كان كلُّ ما يطالبون به أن تكشفَ النقاب عن وجهها، وأن تذهب إلى المدارس وتتعلَّم، لا أن تخرج إلى الطريق، وتزاحم الرجال بالمناكب، وتلبس إلى ما دون الركبة، وتلبس ما يشفُّ، وما يصف، كاسية عارية، ما كان أحدٌ يظن هذا. لذلك أقول: إنَّ هذا الميدان للأسف الشديد أحد الميادين التي هُزِمْنَا فيها يومًا ما، وأصبحنا أذنابًا للغرب.
المرأة المسلمة تعود إلى أصالتها ودينها:
وأقول: إنَّنا هُزِمْنَا يومًا ما. لأننا الآن بدأنا من جديد نشعر بذاتنا، ونحسُّ بأصالتنا، وبدأت المرأة المسلمة والفتاة المسلمة تكتشف ذاتها، وتعرف أنها ليست أوربية ولا أمريكية، وأنَّ لها رسالة في هذا الوجود، وأنها ذات دين ختم الله به الأديان، ورضيه الله لها.
﴿ ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلْإِسْلَـٰمَ دِينًا ﴾ .