عمر بن عبد العزيز مُجَدِّد المائة الأولى
قرأتُ في مِجَلَّة عِلْمَانيَّة لكاتب عِلْماني ممَّن يزعمون أنَّهم من كُتَّاب التنوير ـ وهم كُتَّاب التضليل والتظليم ـ مقالة يهاجم فيها عمر بن عبد العزيز 3 ويزعم أنه تسبَّب في خراب الدولة الإسلاميَّة! ويُفضِّل عليه الحجَّاج بن يوسف الثقفي! فعجبت من هذا الضلال البعيد.
عمر بن عبد العزيز أحد أئمَّة الهُدى، وأحد النماذج المنيرة الخيِّرة في تاريخ هذه الأُمَّة، ذكر علماء هذه الأُمَّة أنَّه خامس الراشدين(1)، وأنَّه ممَّن ينطبق عليهم قول النبيِّ ﷺ : «فعليكم بسُنَّتي وسُنَّة الخلفاء الراشدين المهديِّين من بعدي عَضُّوا عليها بالنواجذ»(2) أي: تمسَّكوا وتشدَّدوا في التمسُّك بها، فعمر من الراشدين المهديِّين، وقد أجمع علماء هذه الأُمَّة على أنَّه هو الَّذي جدَّد أمر الدين في المائة الأولى، وأنَّه بالإجماع ينطبق عليه قول النبيِّ ﷺ فيما رواه أبو داود عن أبي هُرَيْرة 3 : «إنَّ الله يبعثُ لهذه الأُمَّة على رأس كلِّ مائة سنةٍ من يُجدِّد لها دِينَها»(3).