الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اتبع هداه.
( أمَّا بعد )
فإنَّ قضيَّة الإيمان هي أعظم قضايا الوجود؛ لأنَّها قضيَّة المبدأ والمصير، والغاية والرسالة، ولا سبيل إلى تماسك المجتمع، أو سعادة الفرد في الأولى والآخرة بغير الإيمان، فالإيمان ضرورة دينيَّة، وضرورة دنيويَّة، ضرورة فرديَّة، وضرورة اجتماعيَّة، وهو في الواقع جوهر الحياة ورُوحها وجمالها.
ولهذا كان على كلِّ ذي فكر، وذي قلمٍ أو لسانٍ، وكلِّ من له قدرة على التأثير والتوجيه، أنْ يعمل على تثبيت معاني الإيمان، وحقائق الإيمان، وأخلاق الإيمان، في أنفس النَّاس وحياتهم، حتَّى يَسْعدوا بالحياة، وتسعد بهم الحياة، ويتزوَّدوا بخير الزاد لما بعد هذه الحياة.
وقد شغلتني قضيَّة الإيمان باعتبارها «قضيَّة الإنسان المصيريَّة» الأولى، فكتبت فيها وحولها، ولا زلت أكتب ولن أزال.
تـمـهـيـد