الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، والصلاة والسلام على خاتم رسل الله وأنبيائه محمد، وعلى آله وصحبه، ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
( أمَّا بعد )
فإنَّ أكرم النَّاس منزلة، وأرفعهم مقامًا عند الله، وأكثرهم نفعًا لخلقه، هم أنبياء الله تعالى ورسله، الَّذين جعلهم الله سفراء بين السماء والأرض، ورسل الخالق لإصلاح الخلق، وإخراجهم من الظلمات إلى النور، بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد، فهم الَّذين اصطفاهم الله، وكلَّفهم أن يدعوا النَّاس لعبادته، ويعيدوهم لشريعته، ويحثُّوهم على ابتغاء مرضاته، وأن يجتنبوا الطاغوت أيًّا كان اسمه ورسمه: ﴿ فَمَن يَكْفُرْ بِٱلطَّـٰغُوتِ وَيُؤْمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ لَا ٱنفِصَامَ لَهَا ﴾ .
ولكن جرت سُنَّة الله في الخلق أنَّ كُلَّ حيٍّ يموت، وأن لا أحد من النَّاس جعل الله له الخلد، كما قال لرسوله مُحَمَّد ﷺ : ﴿ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ﴾ ، ﴿ وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ ٱلْخُلْدَ ۖ أَفَإِي۟ن مِّتَّ فَهُمُ ٱلْخَـٰلِدُونَ ﴾ .
مـقـدمــة