الحجَّاج ساخرًا: أَوَتُعلِّمنا أنت الإسلام وفيه شابت نواصينا؟!
الرجل: أوَيجهلُ أحدٌ أنَّ سفك الدماء ومصادرة الأموال وإخافة المسلمين منكر عظيم لا يُقِرُّه الإسلام؟
الحجَّاج: إنَّما نُؤَدِّب أمثالَك من البغاة المُفسدين.
الرجل: وهْبني كنتُ باغيًا، فهل عاملْتَنا بما يُعامَل به البُغاة في شرع الله؟ إنَّ البُغاة لا يُتْبَع مُدْبِرُهم، ولا يُقْتَلُ أسيرُهم، ولا يُجْهَز على جريحهم، ولا يُؤخذ مالُهم.
الحجَّاج: ولكنَّكم لستم مُجَرَّد بُغاةٍ، إنَّكم كفرتم بنقضكم البَيْعة وخروجِكم على أمير المؤمنين.
الرجل: إنَّما خرجنا على الظلم والطغيان بعد أنْ نفد صبرُنا، ولم يخرج ابن الأشعث وحدَه، لقد خرج معه شعبُ العراق، يتقدَّمه علماء العراق. فهل هؤلاء العلماء كُفَّارٌ منافقون، وأنت وجنودك يا حجَّاج المسلمون المؤمنون التائبون العابدون؟!
الحجَّاج مُغْضَبًا: أتسخر بي أيُّها الخبيث؟ لأُلْحِقَنَّكَ بإمامك المفتون الفتَّان ابن الأشعث، اذهبوا به فاضربُوا عُنُقَه.
ثُمَّ تلفَّت إلى الرجل في شماتة قائلًا: لتعلم أيُّنا المقتول المخذول، أنا أم أنت؟!
الرجل: إنِّي أحسب أنَّك لن تموت مقتولًا يا حجَّاج.
الحجَّاج: ولم أيُّها المُتَنَبِّئ؟
الرجل: لأنِّي سمعتُ الصالحين من أمثال: الحسن البصري، وسَعِيد بن جُبَيْر، يدعون الله ألَّا يُميتَكَ مقتولًا، وألَّا تموت إلَّا على فراشِكَ.