كما أنِّي أحاول أن أركِّز على الإيجابيات، لتحسن القدوة بها والأسوة فيها. ومع هذا لا أُغْفِل السلبيَّات، بل أذكرها لنأخذ منها العِبْرة، ولئلَّا نقع في مثلها، ولكي نكون منصفين مع أنفسنا، ومع الأجيال القادمة بعدنا، فإنَّما نحن بشَرٌ غير معصومين، نجتهد في خدمة الإسلام، ونصرة قضاياه. وربَّما كان اجتهادنا خاطئًا، ومع هذا فنحن معذورون، بل مأجورون أجرًا واحدًا، كما صحَّ في الحديث. فلا يَضُرُّنا أن نعمل ونخطئ، بل يضرنا أن نتقاعس ونقعد، وقد رفع الله الجناح عن المخطئين، ولم يرفعه عن القاعدين. قال تعالى: ﴿ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَآ أَخْطَأْتُم بِهِۦ وَلَـٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ۚ ﴾ .
لكنَّه سبحانه لم يعذر القاعدين المتخلِّفين، قال تعالى في شأن المنافقين: ﴿ وَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ ءَامِنُوا بِٱللَّهِ وَجَـٰهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ ٱسْتَـْٔذَنَكَ أُوْلُوا ٱلطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُن مَّعَ ٱلْقَـٰعِدِينَ 86 رَضُوا بِأَن يَكُونُوا مَعَ ٱلْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ 87 ﴾ .
هذا، وأرجو من الإخوة الَّذين كان ينبغي أن تُذكر أسماؤهم في بعض المواقف: أن يسامحوني إذا أغفلتهم، فلست بمؤرِّخ يستقصِي. ثمَّ إنِّي أعتمد على الذاكرة، وهي غير مأمونة على التفاصيل.
كما أرجو من الإخوة الَّذين كانت لهم مشاركة في بعض الأحداث الَّتي ذكرتها: أن يصححوني إذا أخطأت.
وأستغفر الله سبحانه من كل خطأ أو تجاوز أو إعجاب بالنفس، فما أنا إلَّا بشَر يخطئ ويصيب، فما كان من صواب فمن الله، وما كان من خطأ فمني ومن الشيطان.
﴿ لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا ٱكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَآ إِن نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَآ إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُۥ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِۦ ۖ وَٱعْفُ عَنَّا وَٱغْفِرْ لَنَا وَٱرْحَمْنَآ ۚ أَنتَ مَوْلَىٰنَا فَٱنصُرْنَا عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَـٰفِرِينَ ﴾ .
الفقير إلى عفو ربه

قرية رمسيس، الساحل الشمالي بمصر
جمادى الأولى 1422هـ
آب (أغسطس) 2001م