1 ـ أهمية الدِّين في حياة الناس:
لقد اتَّفق معظم العقلاء من البشر على أن الدِّين روح الوجود الإنساني، وأن الإنسان من غير دين أشبه بالساري في الليل بلا مصباح ولا دليل يهديه.
فالدِّين ـ من الناحية العقلية ـ هو الذي يحُل ألغاز الوجود، وهو الذي يجيب عن أسئلة الإنسان الكبرى والخالدة، التي صاحبته وأقلقته منذ بدأ يفكِّر في نفسه وفي العالم من حوله، من أين؟ وإلى أين؟ ولم؟ أعني: السؤال عن البدء، وعن المصير، وعن الغاية.
فالدِّين هو الذي ينقذ الإنسان من عذاب الحَيْرَة والشك في معنى وجوده، ومَن أوجده، ولماذا أوجده، وما معنى الحياة والموت، وهل الموت خاتمة المطاف، أو هو بداية لحياة جديدة ومرحلة جديدة !
والدِّين ـ من الناحية النفسية ـ هو نداء الفطرة، كما قال تعالى: ﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِى فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ ٱللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ .
هذه الفطرة التي جُبلت على الإيمان بإله عظيم، تتَّجه إليه القلوب بالرجاء والخوف، والخضوع والحب.. هذا هو الإيمان الذي يُشبع جوع الفطرة، ويروي ظمأها، ويملأ فراغها.
الحرية الدينية في شريعة الإسلام