حتَّى إنَّ الدكتور محمَّد خميس حميدة، نائب المرشد العام للإخوان عرض عليَّ أن أتفرَّغ ـ بعد تخرُّجي ـ لدعوة الإخوان براتبٍ مناسبٍ يُقَدَّر لي، لحاجة الجماعة إلى مثلي، فاعتذرتُ بلطف.
لأنِّي أحبُّ أن أعمل للدعوة مُحْتَسِبًا، لا مُوَظَّفًا، ولأنِّي أخشى أن يستهلكني هذا التفرُّغ في أمورٍ جزئيَّة تعطِّلني عمَّا أريده لنفسي من مستقبلٍ علميٍّ ودعويٍّ، مع أنِّي أومن بضرورة تفريغ أشخاص للدعوة، ولكنْ في نظر نفسِي لا أصلح أن أكون أحدهم.
على أيَّة حال، لقد حسمتُ الأمر، وتقدَّمتُ لتخصص التدريس، وهو يتبع إداريًّا كُلِّيَّة اللُّغة العربيَّة، كما أشرت، ومقرُّه بالدَّرَّاسة، مع مباني كُلِّيَّة اللُّغة العربيَّة الجديدة.
وكان تخصُّص التدريس يتكوَّن من سنتين دراسيتين، وتدرس مُقَرَّراته في سنتين. هكذا مضى منذ نشأ، وهكذا تخرَّج فيه إخواننا ومشايخنا من قبل.
ولكن ابتداء من هذه السنة الَّتي التحقنا فيها به، ستتمُّ الدراسة على نظام السنتين في سنة دراسيَّة واحدة، بحيث تنتهي السنة الأولى في أوائل أشهُر الصيف، ثمَّ تبدأ السنة الثانية، وتنتهي في شهر أكتوبر.
وأعتقد أنَّ العلوم الَّتي درسناها في هذا التخصُّص قد أفادتنا، وأضافت إلينا جديدًا، فقد توسَّعنا في دراسة علم النفس، الَّذي كُنَّا درسنا شيئًا منه في كُلِّيَّة أصول الدِّين في إحدى سنوات الدراسة، فدرسنا هنا علم النفس التربوي، والغرائز أو الدوافع النفسيَّة، وعلم نفس النموّ، والصحَّة النفسيَّة، وغيرها.