وربَّما كان بيني وبين الله جلَّ جلاله معاصٍ وذنوب أخفيتُها، طمعًا في عفو ربي، وليس من اللائق أن يعرض المرء سَوْءاته للنَّاس، ويَسَعُنا أن نقول ما قال أبونا آدم وأمُّنا حواء: ﴿ قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلْخَـٰسِرِينَ ﴾ .
هذا، ولم أقصد في هذه المُذَكِّرات أن أسيء إلى أحد كائنًا من كان، حتَّى من ظلمني وأساء إليَّ، أنا مُتَصَدِّق عليه بما نال مِنِّي، ولا أعادي إلَّا من عادى الإسلام وحاربه. وكلُّ النَّاس بعد ذلك إخواني: إمَّا في الدِّين، أو في الوطن، أو في الإنسانيَّة.
ولا أريد أن أستجلب عداوة أحد لي، بل أريد من النَّاس ـ كلِّ النَّاس ـ أن يدعوا لي، وأن يسامحوني إذا قصَّرتُ أو أخطأتُ أو تهاونتُ في حقِّهم. فما أحوجني إلى الدعاء والمسامحة وأنا في السابعة والسبعين من عمري! داعيًا الله تعالى بالدعاء المأثور: اللهمَّ اجعل خير عمري أواخره، وخير عملي خواتمه، وخير أيامي يوم ألقاك.
﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْوَهَّابُ 8 رَبَّنَآ إِنَّكَ جَامِعُ ٱلنَّاسِ لِيَوْمٍ لَّا رَيْبَ فِيهِ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُخْلِفُ ٱلْمِيعَادَ 9 ﴾ .
الفقير إلى مولاه

الدوحة: ربيع الأوَّل 1424هـ
مايو 2004م
٭ ٭ ٭