وكان من أشدِّ ما ساءني وآذاني: ما رأيتُ في مجلَّة «منبر الإسلام» الَّتي كانت تصدر من وزارة الأوقاف قديمًا، وكنتُ أكتب فيها بتوقيع «يوسف عبد الله»، وقد أمست تصدر الآن عن «المجلس الأعلى للشؤون الإسلاميَّة» الَّذي يديره الضابط المعروف توفيق عويضة أمينه العام (الذي كان يلقب بحوت وزارة الأوقاف)، والَّذي كانت تعلو كلمته على كلمة وزير الأوقاف إذا تعارضتا.
أصدرت المجلَّة ملحقًا خاصًّا مثيرًا، عنوانه: «رأي الدِّين في إخوان الشياطين»! وقد كتب فيه عدد من العلماء والمشايخ، كنتُ أربأ ببعضهم أنْ ينساقوا في هذا التيار، ويُستَخْدَموا أدواتٍ في أيدي الظلمة الجبَّارين(1). وقد قال تعالى: ﴿ وَلَا تَرْكَنُوٓا إِلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِنْ أَوْلِيَآءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ﴾ .
وجاء في حديث جابر بن عبد الله: أنَّ النبيَّ ﷺ قال لكعب بن عُجْرة: «أعاذك الله من إمارة السفهاء!» قال: وما إمارة السفهاء؟ قال: «أمراءُ يكونون بعدي، لا يهتدون بهديي، ولا يستنُّون بسُنَّتي، فمن صدَّقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم، فأولئك ليسوا مِنِّي، ولستُ منهم، ولا يَرِدُون عليَّ حوضي»(2).
ولهذا كان السلف يُحذِّرون من مُجرَّد الدخول على الظَّلَمة، أو السلام عليهم، أو الدعاء لهم. وقال الحسن البصري: من دعا لظالمٍ بطول البقاء، فقد أحبَّ أنْ يُعصى الله في أرضه(3)!