ربَّنا لك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، ملء السماوات وملء الأرض، وملء ما شئتَ من شيء بعد، وصلاة وسلامًا على رحمتك المهداة، ونعمتك المسداة، سيَّدنا محمد، وعلى آله وصحبه، ومَن اتَّبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
(أمَّا بعد)
فقد اقترح عليَّ عدد من الإخوة والأصدقاء في قطر وفي مصر وفي غيرهما، ومنهم أ. د. محمَّد خليفة حسن مدير مركز القرضاوي للوسطية الإسلاميَّة والتجديد، وأعضاء المركز، ورابطة تلاميذ القرضاوي، وغيرهم: أن تُجمع أفكاري ومواقفي وبياناتي وخطبي وفتاواي، حول ثورة مصر الشبابية التحريرية الكبرى، الَّتي عُرفت بثورة 25 يناير 2011م، والَّتي اتَّخذت مَيْدان التحرير بالقاهرة مقرًّا لها، مع مقارِّها في سائر محافظات مصر، والَّتي انتهت بالنصر في 11 فبراير 2011م.
وكان موقفي من الثورة ومساندتها بالأدلَّة الشرعيَّة القويَّة الواضحة، قد أصبح شائعًا ومعروفًا ومُدوِّيًا، حتَّى جعل بعض الكُتَّاب الموالين للنظام البائد والفاسد والمستبدِّ، والَّتي كانت لهم معي بعض الصِّلات الوديَّة الخفيفة، يسارعون بإعلان البراءة من هذه الصِّلة، كما فعل مكرم محمَّد أحمد نقيب الصحفيِّين، في عموده اليومي بالأهرام، حيث جهر ببراءته من صداقتي الَّتي كان يعتزُّ بها، وهو اليوم يبرأ منها. وما هي إلَّا أيَّام قليلة حتَّى هاجمه الصحفيُّون، وأخرجوه من مكتبه، ولم يعُد له حَولٌ أو طَول. وبقيتُ في موقعي أشدَّ قوَّة، وأَسْمَعَ صوتًا. ولله الحمد.
مـقـدمــة