ـ الدكتور القرضاوي: من آثار هذه الصحوة التنادي لتطبيق الشريعة الإسلاميَّة، أي أنَّ هناك أصواتًا قويَّة الآن في أنحاء العالم الإسلامي تنادي بتطبيق الشريعة الإسلاميَّة، في البلاد الَّتي لم تطبق الشريعة الإسلاميَّة، إلَّا أنَّ بعض البلاد بدأت تمارس هذا التطبيق، وفي البلاد الأخرى بدأت الأصوات تنادي من شرق إلى غرب ومن شمال إلى جنوب بوجوب تطبيق الشريعة الإسلاميَّة، كان هذا الصوت خافتًا فيما مضى، أصبح صوتًا عاليًا الآن جهوريًّا بملء الفم، وبأعلى الصوت ينادي المنادي بوجوب التطبيق، وبدأت تشكل لجان في بلاد مختلفة لتقنين الفقه الإسلامي، فهذا ولا شك يمثل الصحوة بعد أن كان الناس قبل ذلك يقولون لا يمكن تطبيق الشريعة الإسلاميَّة، كقطع يد السارق وجلد شارب الخمر وكان هذا أمرًا مستبعدًا، الآن أصبح هذا شيئًا معترفًا به، وأصبحت الحكومات نفسُها تترضَّى الشعوب، بإعلان أنَّ هذه الأشياء ستوضع موضع التنفيذ، وأصبحت هذه الأمور تستخدم في المعارك الانتخابيَّة، حيث يحاول المرشحون إرضاء الناخبين بأنَّهم سيعملون على تطبيق الشريعة الإسلاميَّة، فالجانب الإيجابي في الصحوة هو هذا المعنى، التنادي والدعوة لتطبيق الشريعة، إعلاء الصوت بهذا الأمر، الاقتناع الجماهيري بضرورة العودة إلى الشريعة الإسلاميَّة.
أمَّا التطبيق فهو إن شاء الله قادم حينما تتَّسع هذه الصحوة وتمتدُّ وتتعمَّق وتصل إلى أكبر قاعدة ممكنة عريضة من جماهير المسلمين.
غَيِّر نَفْسَكَ يَتَغَيَّر التاريخ:
على أنَّ الَّذي أحب أنْ أوكِّده هنا أنَّ تطبيق الشريعة الإسلاميَّة، ليس كما يظنُّ الكثيرون، مجرَّد تغيير قوانين بقوانين، وخاصَّة قوانين العقوبات والحدود، كما تصوَّر البعض، يعني عندما تطبق الشريعة الإسلاميَّة، نجلد شارب الخمر ونقطع يد السارق، ليس هذا هو ما نريد، نحن نريد بتطبيق الشريعة الإسلاميَّة استئناف حياة إسلاميَّة متكاملة، حياة توجهها عقيدة الإسلام، وتحكمها شريعة الإسلام، وتضبطها أخلاق الإسلام، وتسودها قيم وآداب الإسلام.