مـقدمـة الطبعة السابعة
الحمد لله وكفى، وسلام على رسله الذين اصطفى، وعلى خاتمهم المجتبى، محمد وآله مصابيح الدجى، ومَن اتبعهم بإحسان فاقتدى واهتدى.
(أما بعد)
فهذا كتابي «غير المسلمين في المجتمع الإسلامي»، اخترتُ له هذه التسمية؛ رعاية لما ينشده الإسلام في علاقاته بغير المسلمين، فلا ينبغي أن نخاطبهم باسم الكفار، فالتخاطب ينبغي له أن نبحث عن الأسماء اللطيفة، التي يتقبَّلها النَّاس بعضهم من بعض.
ولذلك ناداهم القرآن بأسماء شتى: ﴿ ﮥ ﮦ ﴾، ﴿ ﭷ ﭸ ﴾، ﴿ ﭑ ﭒ ﴾، ونحو ذلك من العبارات المحبَّبة ما أمكن ذلك.
ولذلك رأيتُ أنَّ خير ما يُنادى به مَن ليس بمسلم من أهل الديانات الأخرى، من الكتابيين، أو الوثنيين، أو ممن لا ينتمي إلى ديانة قط، من المتحرِّرين من كلِّ دين عرفه الناس: أن نسمِّيهم بهذا الاسم «غير المسلمين». وقد أعجبت هذه التسمية كثيرًا من العلماء والدعاة والباحثين، وأحمد الله على ذلك حمدًا كثيرًا.